وكان في أيامه الغلاء العظيم ببغداد حتى أبيع بها الخبز بصنج الدراهم، ونزح الناس عنها، ثم تراجع الناس إليها قليلاً بقليل في سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، عندما أظهر العدل بها في الرعية.
وكان مشكور السيرة، واستمر على ذلك إلى سنة تسع وأربعين، توجه إلى شُشْتر، ثم عاد إلى بغداد؛ فوجد نوابه قد وجدوا في رواق العزيز ببغداد ثلاثة أجباب نحاس، طول كل جب ذراعان ونصف، مملوءة ذهباً مصرياً، وفي بعضه صكة الإمام الناصر لدين الله، أحد خلفاء بغداد.
وكان وزن ذلك أربعة آلاف رطل بالبغدادي، يكون ذلك خمسمائة ألف مثقال. واستمر على ذلك إلى أن توفي سنة سبع وخمسين وستمائة.
وكانت دولته سبعة عشر سنة، وملك بغداد بعده ابنه أويس. رحمه الله.
[ابن المهمندار]
الحسن بن بَلَبَان، الأمير حسام الدين، المعروف بابن المِهْمِندَار الحلبي، أخو الأمير بن علاء الدين على حاجب حجاب حلب، والأمير ناصر الدين محمد أحد مقدمي الألوف بحلب، ثم نائب قلعتها.