قلت: وهذه عدة القضاة الذين استجدهم الظاهر بيبرس - حسبما ذكرناه في أول الترجمة - بعد خراب الديار المصرية، وانقراض الدولة الفاطمية العبيدية.
وأما قبل ذلك، فكانت قضاة الحنفية هم قضاة الشرق والغرب إلى حدود الأربعمائة من الهجرة. وتمذهبت المغاربة للإمام مالك رضي الله عنه. وملكت العبيدية مصر، ثم ملكت الأكراد بنو أيوب، فمن ثم صارت قضاة الديار المصرية شافعية يعرف ذلك من له اطلاع على التاريخ ومعرفة بأيام الناس، انتهى.
واستمر قاضي القضاة سعد الدين المذكور في قضاء الديار المصرية إلى أن مات ليلة الجمعة تاسع ربيع الآخر سنة ثمان وستين وثمانمائة.
[سعد الدين النووي]
٧٢٧ - ٨٠٥هـ - ١٣٢٦ - ١٤٠٢م سعد بن يوسف بن إسماعيل بن يعقوب بن سرور بن نصر بن محمد، الشيخ سعد الدين النووي، ثم الخليلي الشافعي، نزيل دمشق.
ولد سنة سبع وعشرين وسبعمائة، ومهر في الفقه، ودرَّس في الحكم، وولي قضاء بلد الخليل عليه السلام. وحدث عن عبد الرحيم ابن أبي اليسر سماعة منه، ومن ابن نباتة، والذهبي.