عبد الله بن أبي الفرج بن موسى، الرئيس أمين الدين بن الرئيس سعد الدين ناظر الخاص بن الرئيس تاج الدين، الشهير بجده تاج الدين موسى.
كان أمين الدين المذكور من أعيان القبطة، وكانت له رئاسة ضخمة في أيام والده سعد الدين ناظر الخاص، وتولى أمين الدين المذكور - بعد موت والده - نظر الإسطبلات السلطانية، ثم انحط قدره بعد حين، وتكسح في أواخر عمره. وكان يصحب جماعة من أكابر الدولة، وهم الطالبون له، وكان إذا دخل إليهم حمله بعض خدمه حتى يجلسه ثم يحمله عند ذهابه أيضاً ويركبه بغلته.
وكان صحيح الإسلام، حج غير مرة، وانعزل عن أبناء جنسه، وكان له محاضرة حسنة، ومنادمة لطيفة، ومذاكرة جيدة بالشعر، ومعرفة بأيام الناس، وكان لا يتشبه بالأقباط في كلامهم الملحون الركيك بل يجيد ما يقول من الشعر وغيره، وكانت له مروءة ومكارم أخلاق مع خفة روح ودعابة.
وكان يتردد إلي كثيراً، وكنت أنفعل المنادمة، ومن الناس من كان ينفر منه لما كان يعتريه من وجع الركبة، فنسأل الله العافية.