أتابك حلب، وحبسه إلى أن مات بقلعة حلب، ثم قبض على الأمير جلبان المذكور، وأخلع على والدي - رحمه الله - باستقراره في نيابة حلب عوضه، وحبس الملك الظاهر جلبان هذا مدة، ثم أطلقه، وجعله أتابك دمشق بعد الأمير إياس الجرجاوي، فاستمر جلبان في أتابكية دمشق مدة، ثم حبس بقلعتها إلى أن أطلقه الأمير تنم الحسني
نائب الشام، بعد أن عصى وخرج عن طاعة الملك الناصر فرج في سنة اثنتين وثمانمائة، فوافقه جلبان المذكور على العصيان، ودام معه، حتى قبض عليه بعد وقعة الأمير تنم نائب الشام مع الناصر فرج. حسبما ذكرناه.
وقتل جلبان بقلعة دمشق مع من قتل من الأمراء في شعبان سنة اثنتين وثمانمائة. وكان كريماً، شجاعاً، عاقلاً، عفيفاً، ذا شكالة حسنة، وجهه صبيح، وهو أستاذ الأمير أركماس الجلباني نائب طرابلس، رحمهما الله تعالى.