هذا إلى أن ركب يلبغا على أستاذه الناصر حسن. كان أيدمر المذكور من حزب السلطان، فلما قبض يلبغا على السلطان نفى أيدمر إلى الشام، ثم ولاه نيابة البيرة، ثم صار من جملة أمراء الألوف بالقاهرة، ثم ولى نيابة طرابلس، ثم نقل إلى نيابة حلب عوضاً عن الأمير أشقتمر المارديني في سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة، ثم عزل، وعاد إلى الديار المصرية، وصار أتابك العساكر بها بعد موت الأمير ألجاي اليوسفي. ولما ولى الأتابكية عظمت حرمته في الدولة، وهو مع ذلك لا يزداد إلا تواضعاً وحلماً، وكان حسن السياسة في أموره، ويبدأ الناس بالسلام، ويكثر من ذلك؛ حتى لقبوه أهل حلب: سلام عليكم، واستمر على ما هو عليه حتى توفي بالقاهرة في سنة ست وسبعين وسبعمائة، عن بضع وسبعين سنة، وكان مشكوراً، محبباً للناس.
[السناني]
أيدمر بن عبد الله السناني، الشيخ عز الدين.
كان جندياً من أهل الفضل، وله معرفة بتعبير الرؤيا، وكان له نظم ونثر، ومن شعره: