ً من جملة الأمراء بالديار المصرية، ثم ولى نيابة حلب في سنة ثمانين وسبعمائة، عوضاً عن الأمير أشقتمر المارديني، فباشر نيابة حلب مدة، وحسنت سيرته، وجمع الجيوش بها، وتوجه منها إلى غزو بلاد سيس لردع طائفة التركمان الأجقية والأغاجرية، فلما وصل بعسكره من الشاميين والحمويين إلى أطراف بلاد سيس، بلغ التركمان خبره وما قصده، بادروا إليه بالخضوع والطاعة، وحضر منهم أربعون نفراً من أكابرهم وأمرائهم، واستصحبوا معهم ما قدروا عليه من الهدايا والتحف، وطلبوا الأمان، فلم يقبل ذلك منهم، وسبى نساءهم وقتل رجالهم، بعد أن قيد من جاءه من الأمراء، واشتغل العسكر بالغنيمة، فلما رأى التركمان ذلك أكمنوا للعسكر بمضيق هناك يقال له باب الملك على شاطئ البحر، فأوقعوا بعسكر تمرباي المذكور وكسروه كسرة شنيعة أتت على أكثرهم ما بين جريح وقتيل وغريق، ولم ينج منهم إلا القليل، ونهب التركمان جميع ما معهم، ورجعوا إلى أوطانهم على أقبح وجه، وبلغ السلطان ما وقع، فعزل تمرباي المذكور عن نيابة حلب بالأمير إينال اليوسفي.