وركب من الحراقة بالإصطبل السلطاني، وطلع من باب السر إلى القصر، فحال ركوبه أمطرت السماء؛ فتفاءل بيمنه، وجلس على تخت الملك، ونودي بالقاهرة، وكتب بذلك إلى الأقطار، وأخذ وأعطى، وقرب من أراد، وأنشأ جماعته.
ثم أخذ في الاستكثار من شراء المماليك حتى بلغوا نيفاً على ثلاثة آلاف مملوك في سنين يسيرة.
ثم أمر بإنشاء مدرسته ببين القصرين، وكان المتحدث عمارتها الأمير جاركس الخليلي أمير آخور إلى أن استتم عملها في أوائل شهر جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وسبعمائة. فعندما تكاملت رسم السلطان بأن تنقل رمم أولاده ووالده آنص من موضع دفنهم إلى الفسقية بها؛ ففي رابع عشره يوم الخميس نقلت الرمم وقت العشاء والأمراء مشاة أمامهم حتى دفنوا بالقبة من المدرسة المذكورة، ثم نزل الأمير جاركس الخليلي من الغد، وهيأ الأطعمة والحلوى والفاكهة، ونزل الملك الظاهر برقوق من القلعة بأمرائه وعسكره إلى المدرسة المذكورة، ومدت