فارش الصرغتمشي، وشاهين الأمير آخور بمن معهم؛ فقوى الناصري بهم بعد أن كان الناصري قد عزم على الفرار، وقاتل المماليك الظاهرية إلى أن انتصر وهجم مملوك أعور يسمى يلبغا الزيني وضرب الأمير جاركس الخليلي وقتله، وأخذ سلبه واستمر الأمير أيدكار المذكور مع الناصري إلى أن ملك الناصري الديار المصرية وصار مدبر المماليك، أنعم على أيدكار هذا بتقدمة ألف بالديار المصرية، واستمر على ذلك إلى أن كانت الوقعة بين الناصري ومنطاش، وقبض على الناصري وحواشيه - كان أيدكار هذا من حزب منطاش - وخلع عليه بحجوبية الحجاب بالديار المصرية على عادته.
ثم ضرب الدهر ضرباته، وخرج الظاهر برقوق من الحبس، وملك الديار المصرية ثانياً، قبض على أيدكار هذا في ثالث عشرين ربيع الآخرة سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة، وحبسه إلى أن مات قتيلاً في سنة أربع وتسعين وسبعمائة، وقتل معه جماعة من الأمراء، وهم: قراكسك، وأرسلان اللفاف، وأرغون شاه، رحمهم الله تعالى.