لفظ أصفه - يعني أيدمر المحيوي هذا - ولو حشدت جيوش البلاغة لفضله لم أكن أنصفه.
نشأ في الدولة السعيدية؛ فنمت أزاهره، وطلع في روض الندائية فتمت زواهره، جمعت لأقرانه أعلام الفنون، حتى خرج آيةً في كل فن، وبرع في المنثور والموزون، مع الطبع الفاضل الذي عضده، وبلغه من رئاسة هذا الشأن ما قصده، قبل أن أرتقي إلى السماء المحيوية. كثيراً ما أسمع الثناء في هذه الطريقة عليه، فيهوى السمع والعين والقلب إليه، لا سيما حين سمعت قوله الذي أتى فيه بالأغراب وترك مهياراً معلقاً منه بالأهداب، بالله إن جزت الغوير فلا تغر، بالميل منك معاطف الأغصان، واستر شقائق وجنتيك هناك لا، ينشق قلب شقائق النعمان انتهى كلام ابن سعيد المغربي باختصار.