تغري بردى المحمودي، والأمير تغري برمش، وصحبتهم أكثر العسكر.
وركبوا بحر النيل إلى أن وصلوا رأس بحر المالح، وأرادوا السفر فيه، هبت ريح باردة؛ حصل اضطراب عظيم، وانكسر بعض المراكب، وغرق عدة من الخيول - التي كانت في مراكب السفر الأغربة - وردوا إلى الثغر؛ لإصلاح ما تلف من المراكب. وراجعوا الملك الأشرف بذلك، فاغتم لذلك، ودعا الله - سبحانه وتعالى - وقصد الأولياء والصالحين، وأمر عدة فقهاء بقراءة سورة الأنعام عدة مرار، ثم أرسل إليهم بالثغر بما يحتاجون إليه من الآلات والدراهم والسلاح، ولا هاله ذلك، بل صمم على السفر، وأرسل يستحثهم في إصلاح ما فسد من مراكبهم، وفي سرعة السفر؛ فامتثلوا ما رسم به، وسافروا في أمن الله إلى أن وصلوا بر اللمسون، فخرج إليها شرذمة من العسكر، وقاتلوا من بها حتى أخذت عنوة في يوم الأربعاء سابع عشرين شعبان، وهدموها، وقتلوا من بها من المقاتلة، وغنموا، ثم ساروا عنها بعد إقامتهم عليهم ستة أيام