المذكور، اتصل بخدمة الملك الأشرف برسباي، وصار من جملة المماليك السلطانية مدة، ثم صار من جملة الخاصكية الصغار إلى أن تسلطن الملك الظاهر جقمق، واتصلت تلك الأوباش الدنيئة إلى الوظائف السنية، صار برسباي هذا ساقياً مدة طويلة إلى أن أنعم عليه بإمرة في سنة تسع وأربعين، ثم نقله السلطان إلى نيابة الإسكندرية بعد عزل الأمير تنم بن عبد الرزاق المؤيدي في سنة إحدى وخمسين.
وقبل ولايته للإسكندرية كان الملك الظاهر جقمق قد زوجه بزوجة ولده المقام الناصري محمد، التي تسمى خديجة بنت الأمير آقطوه، قرابة الأشرف برسباي بعد أن أمر برسباي هذا بطلاق زوجته خوند بنت آقبغا الدوادار؛ فطلقها وتزوج، بخديجة هذه.
وأمر زواجه بها من الغرائب؛ وما ذاك إلا أن برسباي المذكور كان عند زواج المقام الناصري بخديجة هذه أظهر أنه عمها، ومشى هذا على المقام الناصري، وصار يدخل عليها، ويقيم عندها، ويأكل ويشرب مدة سنين، فعظم ذلك عند من يعرف أنه ليس لها بعم، وكثر الكلام في ذلك.
ولما شاع هذا الخبر قال لي الأمير تغري برمش الفقيه نائب قلعة الجبل: عرف المقام السلطاني بذلك؟ فقلت: يمنعني من الكلام كون المقام الناصري متزوجاً ببنت كريمتي بنت الأتابك آقبغا التمرازي، فإنها صارت لخديجة المذكورة