ثم بعث الأمير ملكتمر المحمدي الدواداري إلى حلب وعلى يده مثالين ليلبغا الناصري وسودون المظفري أن يصطلحا بحضرة الأمراء والقضاة، وسير معه خلعتين يلبسانهما بعد صلحتهما. وحمل في الباطن عدة مطالعات إلى سودون المظفري وغيره من الأمراء بالقبض على الناصري وقتله - إن امتنع من الصلح -.
وكان مملوك الناصري قد تأخر عن سفره؛ ليفرق كتباً من عند أستاذه على أمراء الديار المصرية، ويستميلهم فيها، ويدعونهم إلى موافقته، وأخر السلطان جواب الناصري الوارد على يده؛ ليسبقه ملكتمر الدوادار إلى حلب؛ فبلغ مملوك الناصري ما على يد ملكتمر من القبض على أستاذه الناصري وغيره، ثم كتب له الجواب بعد سفر ملكتمر بأيام وخرج، وفي ظن السلطان أن ملكتمر هو السابق، فجد هذا المملوك في السير، وساق إلى أن دخل حلب؛ قبل ملكتمر، وعرف الناصري الحال كله؛ فأخذ الناصري حذره.
وقيل إن ملكتمر كان بينه وبين الشيخ حسن رأس نوبة الناصري مصاهرة، فلم قرب من حلب بعث يخبره بما أتى فيه.
قلت: وهذا بعيد، اللهم إلا أن كان تباطأ حتى سبقه مملوك الناصري، مراعاة للشيخ حسن، فهذا ممكن. وخرج الناصري حتى لقي ملكتمر على العادة، وأخذ منه مثاله، وحضر به إلى دار السعادة، وقد اجتمع الأمراء