ويبعث في كل سنة إلى الحجاز الشريف ثلاثة آلاف أردب قمحاً، تفرق في الحرمين الشريفين، وفرق في مدة الغلاء كل يوم أربعين أردباً؛ عنها ثمانية آلاف رغيف، فلم يمت فيه أحد بالجوع.
وكان يبعث في كل قليل بجملة من الذهب تفرق في الفقهاء والفقراء.
حدثني تقي الدين المقريزي من لفظه قال: أخبرني العبد الصالح الطواشي صندل المنجكي أن الملك الظاهر برقوق تصدق على يده في سنة واحدة بخمسين ألف دينار.
قلت: وكان المقريزي ثقة. وأما صندل، فإنه كان من الصالحين الذين يتبرك بهم، انتهى.
وأبطل الملك الظاهر عدة مكوس منها: ما كان يؤخذ على القمح بثغر دمياط عما كان يبتاعه الناس. وأبطل مكس شورى وبلطيم من البراس شبه الجالية في كل سنة مبلغ ستين ألف درهم.
وأبطل مكس معمل الفراريج بالنحريرية وغيرها من الغربية.