ومن أعظم الوقائع بينه وبين هولاكو كونه قتل الخليفة المستعصم بالله.
وكان إذا سافر تحمل معه مساجد من خيم، ولها مؤذنون، وتقام فيها الصلوات الخمس.
وتوفى - رحمه الله - في سنة خمس وستين وستمائة، وملك بعده منكوتمر بن طغان بن سرطق بن جنكزخان.
ولما ملك جمع العساكر، لقصد أبغا، فجمع أبغا أيضاً، وسار إلى أن نزل على نهر كور، وأحضر المراكب والسلاسل، وحمل جسرين، وعدى إلى منكوتمر، وتلاقيا على النهر الأبيض، وتراسلا، ثم بعد ثلاث ساعات حرك أبغا كوساته، وقطع النهر، وحمل عليه فكسر، وساق وراءه بالسيف، ثم تراجع عسكر منكوتمر، فغلب أبغا، ودام الحرب إلى عشاء الآخرة، ثم استظهر أبغا ثانياً، وكسر منكوتمر، وغنم من عسكره شيئاً كثيراً، وعمل جسراً على النهر من خشب، وقاسه من حد تفليس، فكان جزء كل أمير مقدم مائة وعشرين ذراعاً وفرغ في سبعة أيام. انتهى.