ولما مات الأمير بكتمر الساقي ورثه في جميع أمواله؛ في داره وإصطبله الذي على البركة، وفي امرأته أم أحمد بن بكتمر. واشترى جاريته خوبي بستة آلاف دينار، ودخل معها ما قيمته عشرة آلاف دينار، وأخذ ابن بكتمر عنده.
وكانت الشرقية بعد بكتمر الساقي.
وزاد أمره، وعظم محله، وثقل على السلطان، وأراد الفتك به فيما تمكن. وتوجه إلى الحجاز، وأنفق في الأمراء، وأهل الركب، والفقراء والمجاورين بمكة والمدينة شيئاً كثيراً إلى الغاية من الألف دينار إلى دينار واحد، على مراتب الناس. ولما عاد لم يدر به السلطان إلا وقد حضر إليه في نفر قليل من مماليكه. وقال: إن أردت إمساكي، فها أنا قد جئت إليك برقبتي؛ فكابره السلطان، وطيب خاطره.
وكان غير عفيف الذيل عن المليح والقبيح، وبالغ في ذلك وأفرط حتى