جمع بينهما وتصالحا قدامه. ونص السلطان على أن يكون الملك بعده لولده المنصور أبي بكر، فلم يوافق، وقال: ما أريد إلا سيدي أحمد.
فلما مات السلطان وسجى، قام قوصون إلى الشباك وطلب بشتك، وقال: يا أمير تعال، أنا ما يجئ مني سلطان؛ لأني كنت أبيع الطسما والكشاتوين، وأنت اشتريت مني، وأهل البلاد يعرفون ذلك مني، وأنت ما يجيء منك لأنك كنت تبيع البوزا، أنا اشتريت ذلك منك، وأهل البلاد يعرفون ذلك منا، فما يكون سلطاناً من عرف بيع الطسما والبرغالي، ولا من عرفه ببيع البوزا، وهذا أستاذنا هو الذي أوصى لمن هو أخبر به من أولاده، وهذا في ذمته وما يسعنا إلا امتثال أمره حياً وميتاً، وأنا ما أخالفك إن أردت أحمد أو غيره، ولو أردت أن تعمل كل يوم سلطاناً ما خالفتك؛ فقال بشتك: كل هذا صحيح والأمر أمرك. وأحضرا المصحف وحلف عليه بعضاً لبعض، وتعانقا، ثم قاما إلى رجلي السلطان؛ فقبلاهما، ووضعا ابن السلطان على الكرسي، وباسا الأرض له، وحلفا له، ولقباه: المنصور.
ثم إن بشتك طلب من السلطان الملك المنصور أبي بكر نيابة دمشق؛ فرسم له بذلك، وكتب تقليده، وبرز إلى ظاهر القاهرة، وبقي هناك يومين، ثلاثة. ثم إنه طلع إلى السلطان ليودعه، فوثب عليه الأمير سيف الدين