فباشر نيابتها مدة، ووقع بينه وبين نوروز الحافظي وقعة عند توجهه إلى مدينة صفد، ثم سار الأمير بكتمر وصحبته الأمير جانم إلى غزة، ونزح عنها الأمير سودون تلي المحمدي - وكان بها من قبل نوروز - ثم عاد إلى محل كفالته، واستمر إلى أن توجه الملك الناصر فرج إلى البلاد الشامية، ووصل إلى دمشق، وقدم عليه الأمير بكتمر هذا، وأخلع عليه الملك الناصر، واستقر به في نيابة دمشق، عوضاً عن الأمير شيخ المحمودي، وذلك في عشرين شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وثمانمائة.
ثم توجه السلطان في أثر الأمراء إلى أن وصل إلى قلعة صرخد وحصرهم بها، ثم اصطلحا على أن يكون بكتمر في نيابة دمشق، والأمير شيخ في نيابة طرابلس. وعاد السلطان إلى دمشق، وعقد بكتمر على ابنته بحضرته وحضرة أعيان الدولة؛ فعظم بكتمر بصهارة الملك الناصر.
ثم سار السلطان يريد القاهرة، واستمر بكتمر في نيابة دمشق إلى شهر جمادى الأولى من السنة؛ طرقه الأمير شيخ، واستولى على دمشق، وفر بكتمر إلى صفد، ثم إلى القاهرة، وصحبته من الأمراء الأمير بردبك نائب حماة، والأمير نكباي حاجب حجاب دمشق، والأمير ألطنبغا العثماني، والأمير يشبك الموساوي الأفقم نائب غزة؛ فخرج الملك الناصر إلى تلقيهم، ودخل بهم من باب النصر، وشق القاهرة، وأنعم على الأمير بكتمر بإمرة مائة وتقدمة ألف، وجعله رأس الميسرة، ودام بالقاهرة إلى أن زفت إليه بنت السلطان الملك الناصر فرج في المحرم سنة ثلاث عشرة وثمانمائة.