للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان أولاً من أعيان الأمراء بالديار المصرية، ثم أخرج إلى حلب على إمرة، ثم نقل إلى دمشق، وأعطى إمرة مائة وتقدمة ألف، وأقام بها مدة، وداخل نائبها الأفرم، وصار من أخصائه.

وكان بهادر هذا يصحب قطلوبغا الفخري، وبينهما صحبة ومحبة أكيدة. وكانا متفقين على بعض اجلراكسة.

قال الشيخ صلاح الدين الصفدي: أخبرني القاضي شرف الدين بن فضل الله، قال: أخبرني والدي أنه كان أشبه الناس بالملك الظاهر بيبرس - يعني بهادر صاحب الترجمة -.

ثم قال الشيخ صلاح الدين: ولما ولى الملك المظفر بيبرس الجاشنكير وفرح به الأفرم، تغير الحاج بهادر على الأفرم بعد مداخلته مجالس أنسه ومواطن إطرابه ولذاته، وأخذ في تغيير الأمراء عليه، ويقول لمن يخلو به: هؤلاء اجلراكسة متى تمكنوا منا أهلكونا، وراحت أرواحنا معهم؛ فقوموا بنا نعمل شيئاً قبل أن يعملوا بنا.

وتحالف هو وقطلوبك على الفتك بالأفرم، إن قدرا عليه؛ فأحس الأفرم بذلك، فلم يزل بالحاج بهادر إلى أن استصلحه على ظنه، وقال: بعد أن سلمت من هذه الحية ما بقيت أفكر بتلك العقرب - يعني بالحية الحاج بهادر، وبالعقرب قطلوبك الفخري -. ولما تحرك الملك الناصر محمد بن قلاوون من الكرك أرسل الأفرم الحاج بهادر وقطلوبك لإقدامه؛ فنزلا على الفور، وأظهرا النصح للأفرم. ثم إنهما راسلا السلطان الملك الناصر في الباطن،

<<  <  ج: ص:  >  >>