حلب سنة ست وثلاثين وثمانمائة، والمحدث الإمام شمس الدين بن ناصر الدين محدث دمشق وحافظها قدم حلب في سنة سبع وثلاثين وثمانمائة، ورحل إليه الطلبة واشتغل عليه كثير من الناس، وانفرد بأشياء سماعا منها مشيخة الفخر بن البخاري وغيرها، وصار رحلة الآفاق وهو على حاله، واصلا من الإشتغال دائما، وعلى طريقة السلف، انتهى كلام ابن خطيب الناصرية.
قلت: كان إماما حافظا، بارعا مفيدا، سمع الكثير، وألف التواليف الحسنة المفيدة، وكتب على صحيح البخاري، وعلى السيرة النبوية لابن سيد الناس، وعلى كتاب الشفا للقاضي عياض، وصنف نهاية السؤل في رواية الستة الأصول، وشرح سنن ابن ماجة، وذيل على كتاب الميزان للذهبي.
ورأيته أنا أيضا بحلب في سنة ست وثلاثين وثمانمائة، ولم يتفق لي أن أروي عنه شيئا، ولكن اجتمعت بغالب طلبته، وممن تخرج به، والجميع يثنون على علمه وفضله وحفظه، واستمر بعد ذلك بحلب إلى أن توفي ضحى يوم الاثنين