كان بخدمة الملك الصالح نجم الدين أيوب في المشرق، وهو من بيت كبير في الأكراد، ثم قدم إلى الملك الصالح إلى الشام، وأقام بخدمته إلى أن قبض الملك الصالح عماد الدين إسماعيل على الملك الصالح نجم الدين بالكرك، فاعتقل الأمير مجير الدين هذا أيضا، ثم أفرج عنه وعاد إلى خدمة الملك الصالح نجم الدين بالديار المصرية، وأستمر عنده إلى أن توفي وقتل ولده الملك المعظم من بعده، ثم اتصل الأمير مجير الدين بالملك الناصر صلاح الدين يوسف، وحج بالناس من دمشق سنة ثلاث وخمسين وستمائة، وفعل من البر والمعروف والإنفاق في تلك الحجة ما هو مشهور عنه.
ولما حصل المصاف بين البحرية وبين عسكر الملك المغيث أمسكوه وأمسكوا معه الأمير ابن الشجاع الأكتع، واعتقلا بالكرك مدة، ثم أفرج عنهما لما حصل بين الملك الناصر وبين الملك المغيث الصلح، فأنعم عليه الملك الناصر بعد ذلك بنابلس، وجعل معه الأمير نور الدين بن الشجاع الأكتع المذكور، فأقاما بها مدة، ثم قدم عليهما جمع عظيم من التتار وهجموا نابلس، فتلقاهم بوجهه ومعه عسكر هين، وأنكى فيهم نكاية كبيرة، وقتل منهم جماعة بيده، ولم يزل يقاتل