العصيان، ووقع منهما أمور عجيبة مع أهل حلب، فتبعه تنبك إلى الباب، فلم يقف له على أثر، فعاد إلى حلب، ثم خرج إلى بهسنا ومعه العساكر، وحاصر تغرى بردى مدة طويلة، وقتل الأمير كزل نائب بهسنا في الحصار، ولما طال الأمر عاد الأمير تنبك الجباسى إلى حلب، وخلف على حصار بهسنا الأمير جار قطلو نائب حماة، والأمير إينال النوروزى نائب صفن كل ذلك وتغرى بردى صابر على القتال، ولم يكن عنده بقلعة بهسنا إلا نفر يسير، وطال الأمر عليه إلى أن طلب الأمان من الأمير جار قطلو، وبلغ الخبر تنبك البجاسى فركب من وقته من حلب حتى وصل إلى بهسنا في يومين، فوجد الأمير تغرى بردى قد نزل من قلعة بهسنا فتسلمه وعاد به إلى حلب، فحبسه بقلعتها في العشر الأخير من رمضان سنة حمس وعشرين وثمانمائة.
فاستمر الأمير تغرى بردى المذكور محبوساً بقلعة حلب إلى أن قتل بها في شهر ربيع الأول سنة ثلاثين وثمانمائة، وسنة نيف على ثلاثين سنة.
وكان شابا شجاعاً، جميلا، مقداماً، كريماً، عارفا بفنون الفروسية، الا أنه كان عنده تكبر وإسراف على نفسه، سامحه الله تعالى.