المظفر أحمد أنعم على تغرى بردى المذكور بإمرة طبلخاناة، ثم لما تسلطن جعله أمير مائة ومقدم ألف بالديار المصرية، واستمر على ذلك إلى أن أخلع عليه الملك الأشرف برسباى باستقراره رأس نوبة النوب بعد انتقال الأمير أزبك منها إلى الدوادارية الكبرى عوضاً عن الأمير سودون من عبد الرحمن لما ولى نيابة دمشق بعد عصيان الأمير تنبك البجاسى في سنة سبع وعشرين وثمانمائة، فباشر الوظيفة بحرمه وافرة، وعظمة زائدة، ونالته السعادة، وعظم في الدولة.
وتوجه إلى غزو قبرس مقدما على العساكر إذا حلوا بجزيرة قبرس، وكان الأمير اينال الجكمى مقدما على العساكر في المركب، وعاد من غزو قبرس بعد النصرة والظفر بصاحب قبرص، وحج أمير حاج المحمل في بعض السنين بتجمل زائد وعظمة وافرة.
ولا زال فيما هو فيه إلى أن قبض عليه الملك الأشرف في يوم الثلاثاء عاشر جمادى الآخرة سنة ثلاثين وثمانمائة، وقيد وأخرج إلى الإٍسكندرية ليحبس بها، فاتفق بمسكه أمر عجيب، وهو أن رجلاً يعرف بابن الشامية من مباشريه لما