أصله من بلاد الروم، واعتنى يطلب العلم في بلده، ثم قدم إلى القاهرة في دولة الملك الظاهر برقوق وهو شاب، واشتغل بالعلم، وأخذ عن المشايخ، وتفقه بجماعة من أعيان العلماء كالشيخ جلال الدين التبانى وغيره، وكان كثير الاستحضار لفروع مذهبه، ويحفظ بعض مختصرات إلا أن ذكاءه لم يكن بذاك، وكان يميل إلى الصوفية، مع أنه كان يبالغ في ذم ابن عربى، وأحرق كتبه.
وكان لجماعة من الأمراء فيه محبة، ونال بصحبتهم جاها وتعظيما عند الأعيان وقتا بعد وقت في دولة الظاهر برقوق، ثم في دولة ابنه الملك الناصر فرج، ثم في الدولة المؤيدية شيخ، وأرسله الملك المؤيد إلى الحجاز وعلى يده مراسيم تتضمن النظر في أحوال مكة المشرفة، ١٣٠أوجاور بمكة، وأخذ في الأمر فيها بالمعروف والنهى عن المنكر، ومنع المؤذنين من المدائح النبوية فوق المنابر ليلا، ومنع المداحين من الإنشاد في المسجد الحرام، ومنع الصغار من الخطابة في ليالي رمضان، والوقيد في الليالي المعروفة بالحرم، وجرى له مع أهل مكة أمور بسبب ذاك يطول الشرح في ذكرها، ثم عاد إلى القاهرة، وكان يميل إلى دين خير.