الحديث من نور الدين على الفوى، وقال الشعر ونظر في النجوم وعلم الحرف، وبرع في معرفة الأعشاب، وساح في الأرض، وتجرد وتزهد، فاشتهر في بلاد غزة وعرف بالصلاح، انتهى كلام المقريزي إختصارا.
قلت: بالجملة كانت رئاسة في علوم كثيرة، وحظ زائد عند ملوك مصر الظاهر برقوق وولده الناصر فرج، ونال من الحرمة والوجاهة ما لم ينله غيره من أبناء جنسه، بحيث أنه كان يجلس فوق قضاة القضاة، وقد سألت عنه قاضي القضاة الحافظ شهاب الدين ين حجر فقال: كان قد اشتمل على الملك الظاهر برقوق، وحظي عنده ثم عند ولده الناصر فرج، وكان يعرف الأعشاب، ولم يزد على ذلك، انتهى.
وكان له نظم ونثر، وشعره جيده أكثر من رديئه، رأيت بخط قاضي القضاة جمال الدين بن ظهيرة المكي الشافعي، ما هو: أنشدنا شيخنا الإمام العلامة شيخ الحقيقة والشريعة والطريقة أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن زقاعة الغزي لنفسه من لفظه يوم الثلاثاء مستهل صفر سنة إحدى عشرة وثمانمائة.
ومن عجبي أن النسيم إذا سرى ... سحيرا بعرف البان والرئد والآس
يعيد على سمعي حديث أحبتي ... فيخطر لي أن الأحبة جلاسي