للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى نزل ظاهر حلب في يوم الخميس تاسع عشر شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانمائة بعد أن سار من عينتاب إلى حلب في سبعة أيام، فلما نزل على ظاهر حلب أرسل إلى نواب البلاد الشامية نحو الألفي فارس، فبرز لهم من العسكر الحلبى نحو ثلاثمائة فارس والتقوا معهم، فانكسرت التمرية أقبح كسرة، بعد أن قتل منهم خلائق ثم بعث تيمور في يوم الجمعة خمسة آلاف فقاتلوهم يومهم كله إلى الليل، فلما كان يوم السبت حادي عشره ركب تيمور بعساكره ومشى على نواب البلاد الشامية حتى التقوا بقرية حيلان، فكان بين القريقين وقعة هائلة، وثبت العسكر الحلبي مع قلتهم بالنسبة إلى عسكر تيمور، وقاتلوا قتالا شديداً بالرماح والسيوف، وكسروا مقدمة تيمور، وبددوا عسكره شذر مذر.

فبينما هم في القتال، وقد أشرف تيمور على الهرب، أمر تيمور لبقية عسكره أن يمشوا على الحلبيين يميناً وشمالاً، فساروا حتى امتلأت البرية منهم، واحتاطوا بالعسكر الحلبي من كل من جانب، ففر دمرداش المحمدي نائب حلب، وكان على الميمنة إلى جهة حلب، فانكسر من بقى من النواب، وركبت التمرية أففيتهم حتى وصلوا باب المدينة فهجموا يدا واحدة، وداسوا بعضم بعضاً حتى امتلأ ما بين عتبة الباب وسكفته من أجساد بني آدم، ولم يمكنهم الدخول منه، فتشتت الناس في البلاد، وكسر العسكر الحلبي باب أنطاكية من أبواب حلب، وخرجوا منه إلى جهة دمشق.

<<  <  ج: ص:  >  >>