للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان السلطان الملك الناصر قد قدم دمشق بالعسكر المصري في عاشره بعد أن ولى والدي رحمه الله نيابة دمشق من مدينة غزة، عوضاً عن الأمير سودون قريب الملك الظاهر برقوق، وقد مات سودون المذكور في أسر تيمور على قبة يلبغا خارج دمشق، وهرب الأمير شيخ المحمودي نائب طرابلس يعني المؤيد من أسر تيمور، فقتل تيمور الموكلين به، وكانوا ستة عشر رجلاً، وذلك بعد ما هرب الأمير دمرداش المحمدي نائب حلب من منزلة قارا.

فلما نزل تيمور على دمشق كانت بين الفريقين مناوشات وقتال في كل يوم، وقتل فيها جماعة حتى أبادوا التمرية، فأخذ تيمور لعنه الله يكيد العسكر المصري، فبعث إليهم ابن أخته سلطان حسين في صورة أنه خامر عليه، فمشى ذلك عليهم، وعرفوه أحوالهم، كل ذلك وتيمور لعنه الله لا يقدر عليهم، وفي كل يوم يتجدد بينهم القتال، ثم أخذ تيمور يظهر أنه خاف من القوم، فرحل كأنه راجع عنهم، وقيل كان رجوعه حقيقة لما رأى من شدة قتال العسكر المصري، ثم خاف عاقبة هربه لبعد بلاده من دمشق، فأخذ يتحير فيما يفعله بعد أن اشتد الأمر عليه، فبينما هو كذلك إذ رحل الأمراء بالملك الناصر فرج من دمشق إلى نحو الديار المصرية لخلف وقع بين الأمراء، لتوجه بعضهم لأخذ الديار الصمرية، عليهم من الله ما يستحقونه.

<<  <  ج: ص:  >  >>