في السنة المذكورة، فتوجه ثقبة إلى اليمن، وعاد في الموسم صحبة الملك المجاهد صاحب اليمن ولم يحص قتال، ثم توجه ثقبة إلى الديار المصرية بعد أمور واستقل بإمرة مكة، ورجع إليها ومعه خمسون مملوكاً فمنعه عجلان، فرجع إلى خليص، فأقام بها إلى أن دخلها مع الحج، وأراد عجلان منعه ومنع الحاج، ثم رضى ثقبة أن يكون شريكاً لعجلان أيضاً، وكان المصلح بينهما المحمدي أمير الحاج المصري في سنة إثنتين وخمسين وسبعمائة، ثم استقل ثقبة بالأمرة في أثناء سنة ثلاث وخمسين بعد القبض على أخيه عجلان.
واستمر ثقبة المذكور في الإمرة إلى أن قبض عليه الأمير عمر شاه أمير حاج المصري في موسم سنة أربع وخمسين وسبعمائة، واستقر عوضه أخوه عجلان، وحمل ثقبة إلى القاهرة فأقام بها معتقلاً إلى أن هرب منها في سنة ست وخمسين ووصل إلى مكة، وأعاث وأفسد، وقع بينهما أيضاً، ثم اصطلحا على أن يكون الأمر بينما نصفين على العادة، ثم بعد مدة استقل ثقبه بالأمر في سنة سبع وخمسين وسبعمائة، ثم ولى عجلان وهرب ثقبة، وأقام مدة، ثم اشتركا إلى سنة ستين وعزلا، وولى أخوهما سند وابن عمهما محمد بن عطيفة، وقيل أن ثقبة اشترك في الإمرة مع أخيه سند في سنة إحدى وستين، ثم عزل سند وأشرك معه عجلان، فلم يصل عجلان من القاهرة إلا وهو ضعيف مدنف، فأقام