الأشرف أن يولى عبد الباسط الأستدارية وإن أبى نكبه، ففطن لها بعد الباسط، وكان قد قال قبل ذلك: أنه لا يليها أبداً، استدرك فارطه، وصار لا يمكنه ولا يتها فيعلم به كل أحد أنه ليس خوفاً، فعند ذلك قال: يلبسها مملوكى جانبك، فقال الملك الأشرف: المقصود سد باب السلطان، فولى جانبك المذكور الاستدارية وصار حسا لا معنى، وبقى لا يتصرف في أمر من أمور الدولة إلا بأمر أستاذه عبد الباسط، ودام على ذلك إلى أن قبض الملك الظاهر جقمق على أستاذه عبد الباسط فقبض على جانبك هذا أيضاً صحبة أستاذه إلى مكة، ثم إلى دمشق، ودام بها إلى أن حضر بعد سلطنة الملك الأشرف إينال، وأقام بالقاهرة إلى أن توفي في سنة ثمان وخمسين وثمانمائة.
ولم يكن جانبك هذا من أعيان الأمراء حتى تشكر سيرته أو تذم، ولو لم يل وظيفة الأستدارية لما ذكرناه، رحمه الله تعالى وعفا عنه.