الحديد إلى الإسكندرية، ونفى جرباش المذكور إلى ثغر دمياط بطالاً، وأنعم بإقطاعه ووظيفته على الأتابك بيبغا المظفرى، وطلب من ثغر دمياط، وذلك في ثامن عشرين شوال سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة.
فدام بثغر دمياط مدة طويلة إلى أن طلبه الملك الأشرف إلى القاهرة ليستقر في نيابة غزة، فحضر إلى القاهرة واستعفى من ذلك، وطلب العود إلى دمياط، فأعفى، ورسم له بالعود إلى دمياط، فتوجه إليها، وأقام بالثغر إلى أن افتضت السلطنة إلى الملك الظاهر جقمق أرسل بطلبه فحضر إلى القاهرة، وأنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف، وأخلع عليه بإمرة مجلس، وهذه ولايته لهذه الوظيفة ثالث مرة، عوضاً عن يشبك السودوني بحكم انتقاله إلى إمرة سلاح بعد انتقال الأمير آقبغا التمرازي إلى الأتابكية بالديار المصرية، بعد عصيان الأتابك قر قماس الشعباني.
كل ذلك في سنة إثنتين وأربعين وثمانمائة، فاستمر على ذلك مدة طويلة، وتزوج الملك الظاهر بابنته زينتب، وحج غير مرة إلى أن نقله الملك الظاهر جقمق إلى إمرة سلاح بعد موت الأمير تمراز القرمشى في صفر سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، وحج في السنة المذكورة أمير الرجيبة، وصحبته الزينى عبد الباسط، وعاد إلى القاهرة واستتمر بها إلى أن أخرج السلطان الملك المنصور إقطاعه للأمير