القاسمي المصارع، وجاركس كان الأكبر، وهو إذ ذاك من اعيان خاصكية الملك الظاهر برقوق، فكلم الملك الظاهر برقوق في أخذ جقمق هذا من أستاذه سيدي علي بن إينال، فطلبه الظاهر منه وأخذه، وأعطاه لأخيه جاركس آنيا له في طبقة الزمان.
وقد اختلفت الأقوال في أمره: فمن الناس من يقول: أن العلائي علي كان قد أعتقه قبل أن يأخذه الظاهر برقوق، وسكت أمر علي عن ذلك لتنال جقمق هذا السعادة بخدمة الملك الظاهر برقوق، وكان كذلك، وهذا القول هو المتواتر بين الناس.
ومن الناس من يقول: أنه كان في الرق وملكه الملك الظاهر برقوق وأعتقه، قلت أما عتق الملك الظاهر برقوق له فلا خلاف، لكن هل صادف العتق محلا أم لا؟ فالله أعلم.
واستمر جقمق عند أخيه جاركس بطبقة الزمان مدة يسيرة وأعتقه الملك الظاهر برقوق، وأخرج له خيلاً وقماشاً، ثم جعله خاصكياً، كل ذلك بسفارة أخيه جاركس، ودام على ذلك حتى مات الملك الظاهر برقوق في سنة إحدى وثمانمائة صار في دولة ولده الملك الناصر فرج ساقياً، ثم نقل إلى إمرة عشرة، ثم أمسك وسجن بواسطة عصيان أخيه جاركس المذكور، فاستمر إلى أن