وقبض جكم على علان، وطولو من باشاه نائب صفد، وقتلهما معاً في ذي الحجة صنة ثمان وثمانمائة، وبلغ ذلك الملك الناصر فتجرد إلى البلاد الشامية لا ستنقاذها من الأمير جكم، فلما سمع بخروج الملك الناصر توجه إلى جهة بلاد الروم، وتبعه الأمير نوروز الحافظي موافقة له، فدخل الملك الناصر حلب في خامس عشرين شهر ربيع لآخر سنة تسع وثمانمائة، وخرج منها عائداً في مستهل جمادى الآخرة من السنة، بعد أن ولى الأمير جاركس القاسمي المصارع نيابة حلب، فوليها يوماً واحداً، وخرج صحبة الملك الناصر خوفاً من جكم.
فلما سمع جكم بعود الملك الناصر عاد إلى حلب، فدخلها في يوم الإثنين تاسع جمادى الآخرة من السنة، وأرسل جكم الأمير نوروز من تحت أمره إلى نيابة دمشق.
واستمر جكم في حلب إلى يوم السبت تاسع شوال من سنة تسع وثمانمائة أمر بجمع أعيان أهل حلب من القضاة والفقهاء والأمراء والأعيان، فجمعوا في جامع حلب الأموي، وحلفهم لنفسه وأظهر الدعوة له، وخلع السلطان الملك الناصر فرج بن برقوق، واستمر إلى يوم الأحد عاشره لبس أبهة السلطنة في دار العدل، وركب بشعار السلطنة من دار العدل إلى القلعة، وتلقب بالملك العادل أبي الفتحر، وكتب بشعار السلطنة من دار العدل إلى القلعة، وتلقب بالملك العادل أبي الفتح، وكتب إلى المملكة الشامية بذكلن فرد عليه الجواب على يد رسلهم بالإمتثال، وقبل الأمير نوروز له الأرض وغيره، ثم توجهوا نحو البيرة لما بلغه عصيان