وكان يجلس أولاً ثاني نائب الكرك. فلما أخرج إلى طرابلس جلس الأمير بدر الدين هذا رأس الميمنة، وهو من الحشمة والدين والوقار وعفة الفَرج في المحل الأقصى.
قال لي ولده الأمير ناصر الدين محمد: إن والدي يعرف ربع العبادات في الفقه من أحسن ما يكون في معرفة خلاف الفقهاء والأئمة.
وله ولدان أميران، أحدهما الأمير ناصر الدين محمد، والآخر الأمير شهاب الدين أحمد.
وكان السلطان قد زوج ابنه إبراهيم بابنة الأمير بدر الدين المذكور. ولم يزل معظماً في هذه البلاد من حين وَرَدَ إلى أن توفى - رحمه الله - في يوم الاثنين العصر سابع ذي الحجة سنة ست وأربعين وسبعمائة. وكان ركناً من أركان المسلمين، ينفع العلماء والصلحاء والفقراء بماله وجاهه. وكان عفيف الفرج صيناً. ويقال إنه يتصل نسبه بإبراهيم بن أدهم - رحمة الله عليه -.