مضبوطاً مشكولاً يقرأ فيه بالليل - وزن رقه سبعة دراهم وربع، وجلده خمسة دراهم - وكتب آية الكرسي على حبة أرْز، وعمل زرقُبْع لابن الأمير تنكز اثني عشر قطعة - وزنه ثلاثة دراهم، يُفَك ويركب بغير مفتاح - وكتب عليه حفراً مجرى بسواد سورة الإخلاص، والمعوذتين والفاتحة، وآية الكرسي وغير ذلك، يقرأ عليه ذلك وهو مركب، ومن داخله أسماء الله الحسنى، لا يبين منها حرف واحد إلى حين يفك، وجعل لمن يفكه ويركبه مائة درهم فضة، فلم يجد من يفكه ويركبه.
وأراد تنكز أن يجعله زرد كاشاً في وقت، وأعطاه إقطاعاً في الحلقة، وقربه وأدناه، وكتب له قصة قصا في قص في قص.
وأما عمل الخواتيم، وإتقان عملها وتحريره، وإجراء الميناة عليها، فأمر باهر معجز، لا يلحقه فيه أحد. وحفظ القرآن الكريم، وطرفاً من الفقه والعربية، ولعب الرمح، ورمى النشاب وجوده.
قال الشيخ صلاح الدين الصفدي: وعلى الجملة، فلم ير مَن أتقن الكتابة المنسوبة في السبعة أقلام، ولا مَن أتقن الصنائع التي يعملها بيده مثله لأنه غاية في التحرير والإتقان. وفيه مع هذا كله كرم نفس وسيادة، وكتب