وذكر بعض العصريين أن أبا سعدٍ لما قبض على الأمير الذي كان بها من جهة صاحب اليمن - وهو ابن المُسَيَّبْ على ما ذكره العصري وغيره - أخذ أبو سعد ما كان مع ابن المسيب من خيل وعدد ومماليك، وأحضر أعيان الحرم، وقال " ما لزمته إلا لتحققي خلافه على مولانا الملك المنصور صاحب اليمن. وعلمت أنه أراد الهرب بهذا المال الذي معه إلى العراق، وأنا غلام مولانا السلطان، والمال عندي محفوظ، والخيل والعدد إلى أن يصل مرسوم السلطان؛ فوردت الأخبار بعد أيام يسيرة بموت السلطان المذكور وقوي بموته أمر أبي سعد بمكة ودامت ولايته عليها وكان قبضه على ابن المسيب يوم الجمعة لسبع خلون من ذي القعدة سنة سبع وأربعين وستمائة، على ما وجدت بخط الميورْقي " انتهى.
قلت: واستمر الشريف حسن هذا على مكة مدة وهو والد عبد الكريم جد قتيلاً في أوائل الأشراف ذوي عبد الكريم، ووالد أبي نمى صاحب مكة. وتوفي صاحب الترجمة شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وستمائة. قاله الحافظ فتح الدين ابن سيد الناس وقال غيره: في شوال من السنة وقيل في ثالث شعبان من السنة.