للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما اعتنقنا للوداع عشية ... وفي كل قلب من تفرقنا جمر

بكيت فأبكيت المطي توجعاً ... ورق لنا من حادث السفر السفر

جرى در دمعٍ أبيضٍ من جفونهم ... وسالت دموع كالعقيق لنا حمر

فراحوا وفي أعناقهم من دموعنا ... عقيق وفي أعناقنا منهم در

وله مؤلف سماه الدر النفيس من أجناس التجنيس، يشتمل على سبع قصائد يمدح بها قاضي القضاة برهان الدين أبا إسحاق إبراهيم بن جماعة الكنائي، منها ما رأيته بخطه، وهي القصيدة الأولى:

لولا الهلال الذي من حيكم سفرا ... ما كنت أعني إلى مغناكم سفرا

ولا جرى فوق خدي مدمعي دررا ... حتى كان جفوني ساقطت دررا

يا أهل بغداد لي في حيكم قمرٌ ... بمقلتيه لعقلي في الهوى قمرا

يثني من القد غصناً أهيفاً نضراً ... إذا انثنى في الحلي يسبي لمن نظرا

لم يغن عن حسنهم بدو ولا حضرٌ ... إلا إذا قيل هذا الحب قد حضرا

أفدي غزالاً غريراً كم سبا نفراً ... من الأنام وكم من عاشقٍ نفرا

ريمٌ أتى في معانيه على قدرٍ ... لو رام قلبي أن يسلوه ما قدرا

كم حل من عقد صبري بالغرام عراً ... حتى السقام بجسمي في هواه عرا

<<  <  ج: ص:  >  >>