عزله بقاضي القضاة حسام الدين، فلما قتل لاجين أعيد إلى أن حضر السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون من الكرك فعزله بقاضي القضاة شمس الدين محمد ابن الحريري، أشخصه من دمشق فقدم إلى مصر في رابع عشر ربيع الأخر سنة عشر وسبعمائة، ومات بالمدرسة السيوفية بالقاهرة في يوم الخميس ثاني عشرين شهر رجب الفرد سنة عشر وسبعمائة.
قلت: الأقوال متفقة على السنة واليوم من وفاته، وخالف الحافظ عبد القادر في الشهر، والله أعلم.
ثم قال: ودفن بتربته بقرافة مصر جوار قبر الإمام الشافعي رضي الله عنه.
وكان مشاركا في علوم، وجمع وصنف، وأفتى ودرس، ووضع كتابا على الهداية سماه الغاية ولم يكمله، ثم قال الحافظ عبد القادر في أثناء ترجمته: فائدة اتفاقية اعتبارية لم يجر مثلها قط: في سنة بمصر - أعني سنة عشر وسبعمائة - مات سلطان مصر، وقاضيها إمام الحنيفة، ومفسرها، والمتكلم على القلوب، وواعظها، وشيخ شيوخها، وإمام الشافعية، ومحتسبها، وناظر جيشها، وأديبها: في ذي القعدة قتل السلطان الملك المظفر بيبرس، وفي رجب توفي قاضي القضاة صاحب الترجمة، وفي تاسع ذي القعدة مات الإمام عز الدين عبد العزيز