للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأسلم، وخلع عليه، واستخدمه في ديوان الأمير ملكتمر الحجازي، فساد وظهر صيته وعظم وشاع ذكره. وكان فيه كرم نفس ونظافة ملبس وميل إلى المسلمين. وكان إذا فصَّل قماشه يقول للخياط: طوله عن تفصيلي، وكف الفضل عن قدري.

قال الصفدي: سألته عن ذلك فقال: أنا قصير، وأهب قماشي لمن يكون أطول مني، " فإذا فتقه جاء طوله ".

وكان يهب قماشه كثيراً إلى الغاية، قل ما يغسل له قماشاً، إلا إن كان أبيض. وكان في الصيف يغير غالب الأيام مرتين. وعمَّر داراً مليحة إلى الغاية على الخليج الناصري.

وكان له سُبْع يقرأ بالجامع الأزهر ويجهز إلى مكة للمجاورين في كل سنة ستين قميصاً. وكان يستسلم من محبة من خدمه خفية من أمه.

ولما أمسك النشو سلم مجد الدين هذا إلى الأمير قوصون، فأصبح مذبوحاً - ذبح نفسه - ولم يمكن أحداً من معاقبته، وذلك في ثالث صفر سنة أربعين وسبعمائة. وكان حلو الوجه مليح العينين، ربعة. انتهى كلام الصفدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>