فركب محمد بن عثمان المذكور من سبتة إلى طنجة وأخرج أبا العباس وبايعه له، وحمل الناس على طاعته، فبايعه غالب أصحاب تلك الممالك، وحمل محمد بن عثمان الأبناء المعتقلين بطنجة كلهم إلى الأندلس، وزحف محمد بن عثمان وأبو العباس هذا إلى فاس، ونزلوا قصر ابن عبد الكريم، ومضى محمد، فبرز إلى أبي العباس الوزير أبو بكر بسلطانه السعيد محمد بن السلطان عبد العزيز بن السلطان أبي الحسن، فاختل مصافه وانهزمت ساقة العسكر من ورائه، ورجع معلولا إلى البلد الجديد واستنصر بالعرب، وزحف أبو العباس مجموعه فبرز لهم الوزير ثانيا فانكسر أيضا، وانحاز إلى البلد، فحصره أبو العباس ووقع له معه حروب، وآخر الأمر ملك أبو العباس مملكة فاس وجعل محمد بن عثمان وزيره، وألقى إليه مقاليد ملكه، وجرت له حوادث يطول شرحها إلى أن مات في المحرم سنة ست وتسعين وسبعمائة بتازي، فاستدعى ابنه أبو فارس فارس عبد العزيز من تلمسان