ولد في حدود الستمائة بالقدس، وكان عنده فضل ومعرفة، وحسن عشرة، وله يد في النظم، وترك الخدم بآخره وتزهد، ولبس الخشن، وجالس العلماء، وأذهب معظم نعمته، واقتنع.
وكان أبوه خصيصاً عن الملك الأشرف موسى بن الملك العادل، وجده الأمير عز الدين كان خال السلطان صلاح الدين.
ومن شعره صاحب الترجمة:
ما الحب إلا لوعة وغرام ... فحذار أن يثنيك عنه ملام
الحب للعشاق نار حرها ... برد على أكبادهم وسلام
تلتذ فيه جفونهم بسهادها ... وجسومهم إن شفها الأسقام
ولهم مذاهب في الغرام وملة ... أنا في شريعتها الغداة إمام
ولهم وللأحباب في لحظاتهم ... خوف الوشاة رسائل وكلام
لطفت إشارتهم ودقت في الهوى ... معنى فحارت دونها الأفهام
وتحجبت أنوارها عن غيرهم ... وجلت لهم أسرارها الأوهام
فإليك عن عذلي فإن مسامعي ... ما للملام بطرقها إلمام