الخليفة الراشد بالله منصور بن المسترشد بالله الفضل بن المستظهر بالله أحمد ابن المقتدى بالله عبد الله بن الأمير ذخيرة الدين محمد بن القائم بأمر الله عبد الله بن القادر بالله أحمد بن المتقى بالله إبراهيم بن المقتدر بالله جعفر بن المعتصم بالله أحمد بن الأمير الموفق طلحة بن المتوكل علي الله جعفر بن المعتصم بالله محمد ابن الرشيد هارون بن المهدي محمد بن أبي جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي العباسي.
بويع سليمان هذا بالخلافة بعهد من أخيه المعتضد بالله أبي الفتح داود في العشر الأول من شهر ربيع الأول سنة خمس وأربعين وثمانمائة، واستمر في الخلافة إلى أن توفي بسكنه بالقرب من المشهد النفيسي بعد مرض دام به أياماً في يوم الجمعة ثاني شهر الله المحرم سنة خمس وخمسين وثمانمائة، وهو في عشر الستين تخميناً، وحضر الملك الظاهر جقمق الصلاة عليه بمصلاة المؤمني تحت القلعة، وعاد أمام جنازته إلى المشهد النفيسي حيث دفنه ماشياً، وتولى حمل نعشه غير مرة إلى أن وصلت الجنازة وحضر دفنه، وكانت جنازته مشهودة.
وكان المستكفى بالله هذا أسمر رقيقاً، للقصر أقرب، خفيف اللحية، بادره المشيب فيها، وكان ساكناً عاقلاً، ديناً خيراً، كثير الصمت، قليل الكلام