المحمودي، وداما عند شيخ إلى أن تجرد الملك الناصر إلى البلاد الشامية في سنة تسع وثمانمائة، حضر سودون بقجة المذكور إلى بين يدي السلطان، أخلع عليه باستقراره في نيابة طرابلس وذلك في جمادى الآخرة من السنة، فتوجه إلى طرابلس مدة، ثم عزل بعد أمور، وقدم القاهرة وصار من جملة الأمراء بها مقدمي الألوف.
واستمر على ذلك إلى أن قبض عليه الملك الناصر في جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وثمانمائة، وأمسك معه جماعة من الأمراء وهم: الأمير بيغوت أحد أعيان أمراء الملك الناصر، والأمير آرنبغا أحد الطبلخانات، والأمير قرا يشبك أحد العشرات، وأرسل بهم إلى الإسكندرية ما خلا آرنبغا، فأقام سودون بقجة في الحبس مدة، ثم أفرج عنه السلطان، ثم أنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف. وسافر سودون هذا صحبة السلطان الملك الناصر إلى البلاد الشامية في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة، إلى أن وصل السلطان إلى اللجون في ليلة السبت مستهل صفر من السنة، شاع في العسكر بإثارة فتنة، ثم رحل السلطان من الغد إلى أن نزل على بيسان إلى أن غربت الشمس، ماج العسكر، وهدمت الخيم، واشتد اضطراب الناس، وكثر قلق السلطان طول الليل إلى أن طلع الفجر.
قال المقريزي: وسبب ذلك أن آقبغا دوادار يشبك وهو يومئذ من جملة دوادارية السلطان قال لفتح الدين فتح الله إن الأمير علان وإينال