واستمر على ذلك سنين، وحج أمير الركب الأول، وأمير حاج المحمل، وأمير الزجبية غير مرة. وغير السلطان إقطاعه في سنة ست وأربعين بإقطاع أيتمش من أزوباي المؤيدي، بحكم انتقال أيتمش المذكور إلى إقطاع الأمير جانبك القرماني، المنتقل إلى إمرة طبلخاناة عوضاً عن الأمير قاني باي الجاركس بحكم انتقاله إلى تقدمه ألف بعد موت الأمير تغرى بردى المؤذي البكلمش الدوادار.
وهذا الإقطاع المنعم به على سونجبغا المذكور والذي خرج عنه وما انتقل إليه أيتمش الجميع إمريات عشرة، والتغيير لتفاوت الزيادة في الخراج لا غير.
وآخر ما توجه إلى الحجاز أمير حاج المحمل سنة خمس وخمسين وثمانمائة. واستمر على ذلك إلى أن أنعم عليه الملك المنصور عثمان بن جقمق بإمرة طبلخاناة، عوضاً عن الأمير بلباي الإينالي بعد القبض على بلباي المذكور وحبسه بثغر الإسكندرية، فاستمر إلى أن ندبه الملك الأشرف إينال إلى القبض على الأمير الوزير تغرى بردى القلاوي كاشف البهنسا في يوم الجمعة خامس عشر جمادى الأولى. فتوجه المذكور إلى القبض على تغرى بردى فوقع بينهما ما ذكرناه في تاريخنا الحوادث مفصلا، وآخر الأمر أنهما قتلا جميعاً، وورد الخبر بقتلهما في يوم الأحد سابع عشر جمادى الأولى المذكور سنة سبع وخمسين وثمانمائة، رحمهما الله تعالى.