سأل الملك الناصر في صفد فأعطاه إياها، وتوجه إليها، واستمر بها شيخ مناصحاً للملك الناصر، وجكم يرسل إليه بالصلح وهو لا يسمع له. إلى أن عص الأمير إينال باي بن قجماس على الملك الناصر، وخرج من القاهرة، والملك غزة وتلك البلاد، وانضاف إليه سودون الحمزاوي وغيره من الأمراء، حسبما ذكرناه في غير موضع، ثم أرسل إينال باي كاتب نوروز هو ومن معه.
فلما بلغ شيخ ذلك، ركب من صفد، حتى طرق إينال باي ومن معه بغزة، وتقاتلوا قتالاً شديداً، فانكسر إينال باي وقتل، معه جماعة من الأمراء، وأسر جماعة آخر، ثم عاد شيخ إلى صفد، بعدما أرسل برأس إينال باي وغيره إلى الملك الناصر.
واستمر بصفد، إلى أن خرج السلطان إلى الشام بعد قتل جكم، فلما قارب الملك الناصر دمشق، توجه إليه شيخ هذا ودخل معه دمشق. فلما استقر الملك الناصر فرج بدمشق، هرب منها الأمير نوروز، فبادر الملك الناصر وقبض على الأمير شيخ هذا، وعلى الأتابكي يشبك الشعباني، وحبسهما بقلعة دمشق، إلى أن استمالا الأمير منطوق نائب قلعة دمشق فأفرج عنهما، وتسحب من قلعة دمشق صحبتهما. نزلوا من قلعة دمشق اختفى شيخ بمدينة دمشق، وتوجه يشبك