فأخذ شيخ في قتال نوروز ثانيا، ووقع بينهما حروب وخطوب، حتى تقاتلا خارج دمشق قتالاً شديداً، انكسر فيه نوروز. ودخل شيخ إلى دمشق وملكها في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشر وثمانمائة، واستمر بدمشق، ووقع بينه وبين نوروز وقعة أخرى، انتصر فيه شيخ أيضاً، وقبض على نوروز.
وفي هذا المعنى يقول شاعره، الشيخ تقي الدين أبو بكر حجة الحموي الحنفي رحمه الله تعالى:
بدا بثغور الأرض منك تبسم ... ولاح بجيد الدهر عقد منظم
وقد كادت الدنيا تقول لأهلها ... خذوا لذة لو أنها تتكلم
فيا ملكا قد صار شيخ زمانه ... وكل ملوك الأرض منه تعلموا
وصب عذاب منك يوم صبيبة ... على حرب أهل البغي صبا فاحجموا
حملت وجند الله حولك جملة ... ومن لجنود الله في الحرب يصدم
ومزقتهم أيدي سبا فتمزقوا ... وسيفك يبدي الصفح فيهم ويحلم
وكم بفتوح الشام أبديت سيرة ... وذكرك فيها خالداً يتكلم
ثم وقع بين الملك الناصر وبين الأمير شيخ أيضاً وحشة، أوجبت خروج الناصر إلى البلاد الشامية في سنة اثنتي عشر. فلما قارب الملك الناصر دمشق، خرج منها شيخ إلى قلعة صرخد فتوجه إليه الناصر وهو بصرخد، وحاصره بقلعتها