كان للناس في اعتقاد وترداد، لاسيما التتار والمغل. وكانت الملوك يكرمونه غاية الإكرام، وقدم إلى القاهرة، وحضر مجلس السلطان مراراً عديدة، وكان له فضل ومشاركة جيدة، وهو الذي تناظر مع الشيخ تقي الدين بن تيمية بالقصر بحضرة السلطان، وحنق الشيخ صالح من ابن تيمية وقال: نحن ما يتفق حالنا إلا عند التتر، وأما قدام الشرع فلا. ومعنى كلامه، أنه كان للتتار فيه اعتقاد عظيم، ويروج عندهم كلامه، لما يتكلم من أقوال الصوفية بكلام لا يقبله أهل الشرع. ثم عاد إلى دمشق وأقام بها، وكان يسكن بالمنيبع إلى أن طرقها التتار، فلما وصل قطلوشاه مقدم التتار نزل عنده وأظهر من المحبة له مالا يوصف، ونفع الناس بذلك.