الساجور، وكان بينهم وقعة عظيمة، وحمل قرا يوسف بمن معه على العساكر الحلبية، فانكسر العسكر الحلبي وتفرق شملهم، بعد أن أسر الأمير دقماق نائب حماه وجماعة من الأمراء وذلك في ثاني عشرين شوال سنة اثنتين وثمانمائة، ثم عاد السلطان أحمد بن أويس وقرا يوسف إلى نحو بلاد الروم، ثم عاد بعد مدة إلى بغداد وملكها أيضا، وحكمها مدة إلى أن قدمها تيمورلنك ثانيا بعد عوده من البلاد الشامية بمدة، فخرج منها ابن أويس هاربا بمفرده، وجاء إلى حلب، فدخلها في يوم الاثنين خامس عشر صفر سنة ست وثمانمائة، وهو لابس لبادا في زي الفقراء.
فأقام بحلب مدة إلى أن ورد المرسوم الشريف من الملك الناصر فرج بن برقوق سلطان مصر بالقبض عليه واعتقاله بقلعة حلب، فاعتقل بها، ثم طلب إلى القاهرة فتوجه إليها، فلما وصل إلى دمشق اعتقل بقلعتها إلى حين قدمها الأمير يشبك الشعباني الدوادار هاربا من الملك الناصر فرج، وكان إذ ذاك نائب دمشق الأمير شيخ المحمودي، فكلمه الأمير يشبك المذكور في الإفراج عن السلطان أحمد، فأفرج عنه، ودام بدمشق إلى أن توجه العسكر الشامي إلى جهة الديار المصرية، خرج السلطان أحمد بن أويس إلى نحو بغداد، فدخلها بعد ذهاب التتار منها بعد وفاة تيمورلنك، واستمر بها حاكماً على عادته إلى أن تغلب قرا يوسف على التتار وأخذ منهم تبريز وما والاها والجزيرة وديار بكر وماردين،