لم يكن خجداش، ومع ذلك لم يزل معظماً في الدولة حتى مرض السلطان مرض موته، وأوصى بأن يكون طقزدمر هذا نائب السلطنة بديار مصر، فلما مات الملك الناصر وتسلطن ابنه الملك المنصور أبو بكر من بعده، ولما جلس الملك المنصور طلب طقزدمر هذا وأحضر له تشريفاً بنيابة السلطنة، فامتنع من ذلك، فقال له المنصور: كنت امتنعت لما أوصى والدي بذلك، ثم ألزمه، فلبس، ولبس الأمير محمود بن شروين خلعة الوزارة.
واستمر طقزدمر في النيابة إلى أن خلع الملك المنصور وتسلطن الأشرف كجك، طلب طقزدمر من السلطان نيابة حماة، فولاه نيابة حماة، وكان بها الملك الأفضل بن الملك المؤيد إسماعيل، وهو أول من ولي حماة من أمراء مصر، ثم نقل إلى نيابة حلب عوضاً عن الأمير أيدغمش الناصري في سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة، فاستمر بحلب خمسة أشهر، ونقل إلى نيابة دمشق عوضاً عن الأمير أيدغمش أيضاً بحكم وفاته في السنة المذكورة في نصف شهر رجب.
فاستمر بها إلى أن طلب إلى القاهرة في سنة ست وأربعين وسبعمائة، بعد موت الملك الصالح وسلطنة الملك الكامل، وكان القائم بطلبه الأمير بيبغا أرس القاسمي ليكون نائباً بالديار المصرية، عوضاً عن الأمير الحاج آل ملك،