جواداً كريماً، خلع على مماليكه في سنة ست وعشرين وستمائة سبعمائة خلعة، وكان وهاباً للخيل، قال ابن الخازن حدثني ابن الأشقر كاتب ديوانه، وكان ثقة: إنه جمع كاغد ما وهبه من الخيل منذ أنعم عليه بالإمارة، وذلك في سنة خمس وعشرين إلى حين وفاته، فبلغ سبعة آلاف وخمسمائة ونيفاً وسبعين فرساً، انتهى كلام الخزرجي.
قلت وكان مع هذا الكرم جميل الصورة، كامل الحسن، رضي الخلق، متواضعاً، شجاعاً، توفي بعد مرض طويل في سادس عشر شوال سنة خمسين وستمائة، وصلِّي عليه في الجامع خلق كثير من الخاص والعام، واشتد الزحام عند خروجهم فمات جماعة من الناس، ودفن في إيوان الحسن من مشهد موسى بن جعفر، ورثاه جماعة من الشعراء منهم عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد، وكان وكيله وصرفه قبل موته، بقصيدة أولها:
بابي علاء الدين فاضت نفسه ... لم تغنيه الأنصار والأعوان
ثم ذكر أبياتاً كثيرة أخر إلى أن ذكر ما كان وقع له معه في آخر القصيدة:
ما كان ذلك منك بل من معشر ... خانوك إذ كذبوا علي وخانوا
طلبوا القطيعة بيننا ووددت لو ... تبقى ويبقى بيننا الهجران