ابن الفصيح، والشمس محمد بن المطريز، وحدث ودرس وأعاد وأفتى عدة سنين، وانتهت إليه رئاسة مذهب الإمام مالك بآخره، ولزم طريقة السلف من عدم اجتماعه بأرباب الدولة، وطرحه التكلف، وجاهد نفسه في الطاعات، وكتب الكثير بخطه الحسن، وتصدى للإقراء سنين، وانتفع به غالب الطلبة، ورحل إلى مكة المشرفة، والى اليمن، ثم ولي بعد ذلك تدريس المدرسة الأشرفية برسباي قرره بها واقفها المذكور بنفسه حين أحدث فيها بقية المذاهب بعد فراغها بمدة، ثم ولي تدريس الشيخونية فعند ذلك لازم الانشغال وكثر تردد الطلبة إلى دروسه، هذا مع الخلق الحسن، وفصاحة اللفظ، وطلاقة اللسان، وكان عفيفاً وقوراً، عاقلاً، ديناً خيراً، كثير الصمت قليل الكلام إلا فيما يعنيه، ولما توفي قاضي القضاة شمس الدين محمد البساطي المالكي طلب الشيخ عبادة للمنصب فأبى وامتنع أشد امتناع، لا كغيره، لسانه يقول لا وجميع أعضائه تقول نعم، وصمم على عدم القبول، فأمر