كان خرج عن طاعة أبيه. وقصد عدن للاستيلاء عليها، وكاد أن يتم أمره لولا تشاغل يحيى المذكور ومن معه بأكل بطيخ على باب عدن، وفي حال شغلهم وصل نذير من الملك المجاهد لأهل عدن فغلق بابها دون يحيى، فقصد يحيى غيرها، ولم يتم له أمر بعد أبيه، وتلاشى حاله حتى مات، ولما توجه الملك المجاهد إلى عدن بسبب ابنه يحيى المذكور كان ابنه الأفضل هذا معه، ولم يكن معه إذ ذاك خيمة ينزل فيها وربما استظل بالشجر، وذكر ذلك لأبيه فلم ينظر في حاله، فمات المجاهد في تلك السفرة، وتسلطن الأفضل هذا وعاد من عدن، فصار ينزل في خيام أبيه، ويضع أباه في تابوت تحت ظل الشجر، فسبحان من يغير ولا يتغير.
وكان الأفضل سلطاناً مهاباً، كريماً جواداً، وله إلمام بالعلم والفضل، ومشاركة جيدة في عدة علوم وتواليف منها: كتاب العطايا السنية في ذكر أعيان اليمنية، وكتاب نزهة العيون في تاريخ طوائف القرون، ومختصر تاريخ ابن خلكان، وكتاب بغية ذوي الهمم في أنساب العرب والعجم، وكتاب في الألغاز الفقهية، وغير ذلك، وكان عنده بر وصدقة، وله مآثر حسنة: بنى مدرسة عظيمة بتعز، وله بمكة مدرسة معروفة به بالصفا.